بعد عام على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.. هذا هو حال المصدرين الأوروبيين إلى المملكة المتحدة
عام على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي – حقوق النشر أ ب
إن الصعوبات والمشاكل التي واجهت المصدرين البريطانيين في تجارة السلع مع الاتحاد الاوروبي خلال العام الأول من وجود المملكة المتحدة خارج التكتل كانت من أبرز العناوين خلال 2021، لا سيما في الجزء الأول من العام، بعد أن أصبحت إجراءات الدخول أكثر تعقيدا على عكس ما كان عليه الحال سابقا.
هذه الصعوبات لم تكن بعيدة عن الجانب الآخر من بحر المانش.
وعلى الرغم من تأخر المملكة المتحدة في إصدار ضوابط جديدة على الواردات، إلا أن بعض المصدرين من الاتحاد الأوروبي شعروا بتداعيات خروجها وتفاقم الأزمات.
وعلى الرغم من أن الصفقة التجارية التي تم توقيعها بين لندن وبروكسل في نهاية العام 2020 استثنت التعريفات والحصص، إلا أن خروج المملكة المتحدة من السوق الموحدة والاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي يساهم يوميا في خلق المزيد من العقبات.
هذا وتأثرت القطاعات الزراعية وخاصة في البلدان الساحلية الشمالية للاتحاد الأوروبي، بعد أن فرضت شروط التبادل التجاري الجديدة مع الجارة الأوروبية الكثير من القيود.
تبدل الأحوال
لاحظ لوران كيرلير، مزارع من بروتاني في شمال غرب فرنسا، تبدل الأحوال منذ أن دخلت قواعد خروج بريطانيا الجديدة حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني الماضي.
وقال في حديث ليورونيوز “أبيع الحليب إلى جمعية تعاونية، وهي تبيع بدورها الزبدة والحليب المجفف وجميع منتجات الألبان، وبالفعل نحن نصدر كميات أقل اليوم إلى المملكة المتحدة، أقل مما كنا نفعل بالأمس”.
وكان قطاع الأغذية الزراعية فى بريطانيا الأكثر تضررا بسبب بريكست، وعلى مدار الأشهر التسعة الأولى من عام 2021 انخفضت الصادرات في بروتاني بنسبة 19٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام 2019 مما أدى إلى خسارة بلغت 53.2 مليون يورو وفقًا لأحدث التقارير.
وارتكز التقرير على المقارنة بين العام الحالي والعام 2019 بدلاً من 2020 لتعويض تأثير جائحة كورونا.
ويلاحظ كيلير، وهو رئيس غرفة الزراعة في مقاطعة موربيهان بجنوب بروتاني، تداعيات بريكست على الزراعة المحلية بعد أن تضرر هذا القطاع أيضا بشكل كبير.
تراجعت صادرات منتجات الألبان من بروتاني إلى المملكة المتحدة بنسبة 58٪ في عام 2021 مقارنة بعام 2019. كما انخفضت صادرات لحوم الأبقار ولحم الخنزير بشكل كبير، بنسبة 43٪ ، بينما انخفضت صادرات الدواجن بنسبة 4٪.
والسبب الرئيسي وراء هذا التراجع كان للاجراءات التي تم اتخاذها خلال الربع الأول، مما أدى إلى ارتفاع التكاليف وتأخير تسليم الطلبات.
وبالنسبة للمنتجات الطازجة مثل الحليب واللحوم، وغيرها من المواد قصيرة مدة الصلاحية كان الأمر معقدًا للغاية، تقول الخبيرة الاقتصادية دلفين شيك من غرفة الزراعة في بروتاني.
الحال أفضل بالنسبة للشركات الكبرى
هذه الضربات أصابت بشكل خاص الشركات الصغرى أكثر من الشركات الكبرى.
وبعد عام على بريكست، بلغ حجم مبيعات “لايتا”، وهي جمعية تعاونية لمنتجات الألبان في غرب فرنسا، 1.3 مليار يورو، وتحتل مبيعات “لايتا” حوالي 15٪ من أسواق المملكة المتحدة ولدى الشركة الفرنسية فرع في المملكة المتحدة في سومرسيت تضم 100 موظف.
وقال مدير قسم المبيعات في شركة لايتا إيفان بورجن ليورونيوز “لدينا خبراء وهناك إجراءات، ونعرف كيف تتم عمليات التصدير. هي تستغرق وقتًا طويلاً ولكننا نعرف كيفية التعامل معها. ولهذا السبب قد يكون التأثير أقل بالنسبة لنا مما هو الحال بالنسبة للمجموعات الصغيرة والشركات الصغيرة التي لم تعتاد على عمليات التصدير إلى خارج أوروبا، مثلا، عندما تكون الإجراءات أكثر تعقيدًا.
وبعد أربع سنوات ونصف سنة من مسلسل بريكست الطويل والمليء بالتحوّلات، خرجت المملكة المتحدة نهائيا من الاتحاد الأوروبي وفتحت صفحة جديدة من تاريخها.
وتوقفت البلاد من 1 كانون الثاني/يناير 2021 عن تطبيق قواعد التكتل انتهت معها حرية التنقل لأكثر من 500 مليون شخص بين أراضيها و27 دولة في الاتحاد.