عملة (ليبرا) من فيسبوك تواجه اختبارًا صعبًا بعد تخلي الداعمين
تواجه فيسبوك مشاكل جديدة فيما يتعلق بعملتها الرقمية المسماة ليبرا Libra، إذ يجب على الشركة عدم إطلاق تلك العملة إلى أن تثبت فيسبوك أنها آمنة ومأمونة، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن أكبر الاقتصادات في العالم.
وحذر التقرير الصادر عن مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى G7 – في ضربة لعملاقة التواصل الاجتماعي – من أن العملات المشفرة مثل ليبرا تشكل خطراً على النظام المالي العالمي.
ويعرض مشروع التقرير تسعة مخاطر رئيسية تشكلها هذه العملات الرقمية، محذرًا من أنه حتى لو عالج داعموا ليبرا المخاوف، فقد لا يحصل المشروع على موافقة من المنظمين.
ويأتي هذا التحذير بعد أيام فقط من انسحاب باي بال Paypal وماستركارد Mastercard وفيزا Visa و eBay و Stripe من مشروع ليبرا Libra، مشيرين إلى عدم اليقين التنظيمي.
وتضم فرقة العمل التابعة لمجموعة السبع التي أعدت التقرير مسؤولين كبار من البنوك المركزية وصندوق النقد الدولي ومجلس الاستقرار المالي، الذي ينسق قوانين اقتصادات مجموعة العشرين.
وتقول فرقة العمل: إن داعمي العملات الرقمية مثل ليبرا يجب أن يكونوا قانونيين، وإن يحموا المستهلكين ويضمنوا عدم استخدام العملات لغسل الأموال أو تمويل الإرهاب.
وفي حين أن التقرير، الذي سيقدم إلى وزراء المالية في الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي هذا الأسبوع – لا يذكر ليبرا بشكل مفرد، إلا أنه يوضح أن العملات المشفرة المصممة لتقليل تقلب السعر مع إمكانية التوسع السريع تشكل مجموعة من المشاكل المحتملة.
وتختلف العملات المشفرة المصممة لتقليل تقلب السعر مثل ليبرا عن العملات المشفرة الأخرى مثل بيتكوين، وذلك لأنها مرتبطة بسلة من العملات الثابتة مثل الدولار واليورو.
كما يحذر التقرير من أن ليبرا قد تخنق المنافسة بين مقدمي الخدمات الآخرين، وتهدد الاستقرار المالي إذا عانى المستخدمون فجأة من فقدان الثقة في العملة الرقمية.
وتقول مسودة التقرير: تعتقد مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى أنه لا ينبغي أن يبدأ تشغيل أي مشروع لعملة مشفرة مصممة لتقليل تقلب السعر حتى تتم معالجة التحديات والمخاطر القانونية والتنظيمية والرقابة بشكل كاف.
كما يلقي التقرير بظلال من الشك على جدوى المشروع حتى لو كان داعمو ليبرا يتعاملون مع المخاوف التي أثارتها الحكومات والبنوك المركزية.
ويقول التقرير: إن معالجة مثل هذه المخاطر ليس بالضرورة ضمانًا للموافقة التنظيمية، وتواجه فيسبوك تدقيقًا دوليًا مكثفًا بالنسبة لمشروعها المشفر، وكانت فيسبوك قد حذرت من أن التدقيق التنظيمي قد يؤخر أو يعرقل إطلاق ليبرا.
تنتظر عملة (ليبرا) Libra المشفرة التي تقودها شركة فيسبوك اليوم الاثنين اجتماعًا محوريًا للجهات الداعمة لها، وذلك بعد أيام من تعرض هذا المشروع الذي يطمح إلى زيادة انتشار العملات المشفرة؛ لانتكاسة شديدة عندما انسحبت شركات الدفع الإلكتروني الكبرى من (جمعية ليبرا) Libra Association.
وأعلنت شركتا الدفع الإلكتروني (ماستركارد) Mastercard، و(فيزا) Visa يوم الجمعة عن الانسحاب من (جمعية ليبرا)، ثم تبعتها شركات أخرى، بما في ذلك: (إي باي) eBay، وشركة التقنية العالية (سترايب) Stripe، وشركة المدفوعات (مركادو باجو) Mercado Pago.
وجاءت هذه الانسحابات بعد تحذيرات من السياسيين والمنظمين؛ من الولايات المتحدة إلى أوروبا، بأن عملة (ليبرا) تخاطر بزعزعة الاستقرار المالي العالمي، وتقوض خصوصية المستخدمين، وتسهل غسل الأموال.
كما جاءت هذه الانسحابات بعد انسحاب شركة (باي بال) PayPal عن الجمعية في وقت سابق من شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وبذلك أصبحت فيسبوك وحيدًا في مشروع عملتها المشفرة – المقرر إطلاقها في شهر حزيران/يونيو 2020، إذ خسرت دعم أي من شركات الدفع الكبرى للمشروع.
وقال متحدث باسم شركة الاتصالات (فودافون) – إحدى الشركات البارزة المتبقية في المشروع – في الاجتماع، الذي سيعقد في مدينة جنيف السويسرية: إن الأعضاء سيتفقون على النظام الأساسي المؤقت. مع الإشارة إلى أن مواد التأسيس عادةً ما تكون قواعد مكتوبة تحدد كيفية إدارة شركة أو مؤسسة.
وكانت صحيفة (وول ستريت جورنال) قد أفادت في وقت سابق من شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري بأن (جمعية ليبرا) سوف تعين أيضًا مجلسًا لها في الاجتماع.
وقالت المجموعة في وقت سابق من الشهر الحالي: إنها ستقدم تفاصيل بعد اجتماع الـ 1500 “كيان” التي أبدت “اهتمامًا متحمسًا” للمشاركة في المشروع. هذا؛ وتتألف الجمعية – التي انخفض عدد أعضائها إلى 22 كيانًا – بما في ذلك: شركتا (أوبر)، و(ليف) Lyft، إلى جانب شركات غير ربحية، ومجموعات رأس المال الاستثماري، وشركات تقنية (سلسلة الكتل).
لكن رحيل الشركات المالية الكبرى يعني أنه لم يعد بإمكانها الاعتماد على لاعب عالمي لمساعدة المستهلكين على تحويل عملتهم إلى (ليبرا) وتسهيل المعاملات. وهذا يمثل حجر عثرة جديد لجهود (ليبرا) لإقناع المنظمين والسياسيين بسلامة العملة المشفرة.
وتعهدت فرنسا الشهر الماضي بمنع (ليبرا) من العمل في أوروبا، في حين وضع (بنك إنجلترا) عقبات كبيرة يتعين عليها مواجهتها قبل إطلاقها. كما اقترح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (جيروم بأول) أن المشروع لا يمكن أن يتقدم قبل تهدئة المخاوف.
وكانت شركة فيسبوك – التي تملك أكبر شبكة للتواصل الاجتماعي في العالم مع ما يزيد عن 2.4 مليار مستخدم شهري – قد أعلنت عن عملتها المشفرة قبل ثلاثة أشهر، وقالت إنها تعتزم إطلاقها في شهر حزيران/ يونيو 2020، وذلك بالشراكة مع أعضاء آخرين في (جمعية ليبرا) التي أنشأتها لفيسبوك لإدارة المشروع.
يُشار إلى أن عملة (ليبرا) المشفرة – التي يُعتقد أنها جاءت في محاولة من فيسبوك للتوسع في مجال التجارة الإلكترونية – سوف تُدعم باحتياطي من الأصول في العالم الحقيقي، بما في ذلك الودائع المصرفية والأوراق المالية الحكومية قصيرة الأجل، والتي تشرف عليها الجمعية المؤلفة من 28 عضوًا.
وتهدف هيكلة العملة المشفرة إلى تعزيز الثقة وتحقيق الاستقرار في تقلب الأسعار الذي يصيب العملات المشفرة ويجعلها غير عملية للتجارة والمدفوعات.