البنك الإسلامي للتنمية أمثولة مميزة للعمل المالي والمصرفي الإسلامي
ما هي جدارتكم الدراسية ومؤهلاتكم الأكاديمية بأطوارها المتنوعة؟
أنا أحمل بكالوريوس (إجازة) في الاقتصاد من جامعة دمشق، وماجستير في المحاسبة من جامعة حلب وكان عنوان البحث: ترشيد عمليات الصيانة بالأساليب الكمية، ثم دكتوراه في المحاسبة من جامعة حلب بتقدير 94% وكان البحث بعنوان: دور الحضارة الإسلامية في تطوير الفكر المحاسبي.
وجميعها متاحة الكترونيا على موقع مركز أبحاث فقه المعاملات الإسلامية www.kantakji.com.
ما هي مناصبكم ومكانتكم الحالية والسابقة؟
قضيت حياتي المهنية كلها في العمل الخاص فأنا لا أحبذ العمل الحكومي بتاتاً، كما أني أميل للعمل الخاص أكثر من العمل لدى الغير، فقناعتي أن الابتكار والإبداع في أي شيء يعوزه الحرية ثم المال، ومؤسساتنا لا تراعي كليهما فالعمل في مجال البحث والتطوير معدوم والعمل الميداني هو السائد كما أن الصرف على البحث والتطوير مفقود ولا يقوم به إلا قلة قليلة جداً. لذلك بدأت حياتي المهنية بالعمل مع والدي في مجال التجارة والتأمين، ثم افتتحت معهداً خاصاً للتعليم وهو مستمر حتى الآن فالتعليم بوابة عريضة ومتينة لنجاح الأعمال الإبداعية. ثم عملت كاستشاري في المجال الاقتصادي والمالي ومازلت، إضافة لترأسي لجامعة الكترونية أوربية، ولمدرسة للاقتصاد الإسلامي في جامعة أمريكية ومازلت في هذا العمل الذي أستمتع به كثيراً. ولقد عرض عليّ مناصب كثيرة لكني أؤثر العمل الحرّ والخاص لأن فيه متعة لا توجد في غيره.
كيف ترى إمكانيات البنك الإسلامي ومعاملاته المعاصرة وما هي خطورته الجارية؟
البنك الإسلامي للتنمية أمثولة متميزة للعمل المصرفي والمالي والاقتصادي الإسلامي، فهو مؤسسة ناجحة وتمثل معياراً ناجحاً. فتصنيفه الائتماني من أفضل التصنيفات في العالم ويدير مخاطره موزعاً إياها على بلاد عديدة يستثمر فيها، وينوع تلك الاستثمارات بصيغ إسلامية تميل نحو المشاركة والمضاربة مما نسميها صيغ العزائم في حين أن المصارف الإسلامية الأخرى تميل لصيغ الرخص وما دونها. لذلك نرى في بنك التنمية الإسلامي مثالاً يُحتذى.
ما هي مخاطر العولمة وما أخطارها بعيدة المدى؟ وما مسؤولية الأمة الإسلامية عامة والدول العربية خاصة في هذا العالم المعولم؟
نعتقد نحن المسلمون أن إسلامنا صالح لكل زمان ومكان، لذلك هو حيوي مستمر لا يعوق مسيرته أي عائق لا سابقاً ولا حالياً ولا مستقبلاً.
والعولمة لا تخرج عما سبق، فديننا عالمي أرسل الله جل في علاه نبيه المصطفى محمداً صلى الله عليه وسلم للعالمين أجمعين فرسالة الإسلام رسالة عالمية، وإلا فكيف وصل الإسلام لبلادكم الهند وغيرها؟ والعولمة بما يُقصد بها قضية تشملها أحكام الشريعة فتضبطها ضبطاً محكماً.
والمسؤولية تقع على عاتق المسلمين عامة والعرب منهم خاصة لأنهم حملة الرسالة.
ولعل انتشار الانترنيت حجة على أهل الفترة حيث وصل العلم كل بقاع الدنيا وعلى المسلمين استغلال هذه الوسائل بدقة وعناية وكثير منهم يفعلون.
سلط لنا الأضواء حيال حتمية مواكبة الأمة (في المناحي الدعوية) بالتركيز على النواحي التربوية في ظل الطفرة المعلوماتية.
إن الطفرة المعلوماتية هي حجة علينا إن لم نحسن استغلالها، وهي وسيلة حطمت الحدود الجغرافية والسياسية وسهلت وصول الأخلاق الإسلامية للجميع حيث يفتقد العالم مثل تلك الأخلاق. لكن ذلك منقوص إن لم يتبعه تطبيق لتلك الأخلاق على أرض الواقع وهذه مسؤولية المسلمين عامة. وقد جعلت من مقولة لي كشعار لآخر كتاب أصدرته بعنوان: صناعة التمويل الإسلامي في المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية وكان شعاره: إذا كان الإسلام قد انتشر بحسن أخلاق تجاره فإنه سيعاد انتشار بحسن أخلاق مصرفييه! وقد أودعت نسخة من هذا الكتاب في مكتبتكم.
ماذا عن الثورات والمظاهرات الشائعة في الممالك العربية بما فيها بلدكم الأم سوريا؟ وما عواقبها وأسبابها بشيء من التفصيل؟
هذه من سنن الله في أرضه، سنة التغيير والتدافع، لإقامة سنة ما ينفع الناس يمكث في الأرض أما غير ذلك فهباء منثور، وخلال وقوع تلك السنن تأتي سنة الله في تمحيص قلوب البشر فيقع من يقع وينجو من ينجو والعاقبة للمؤمنين، ونرجو الله أن نكون وإياكم من الناجين.
أما أسباب أغلب الفتن تاريخياً فهو الظلم ومعوله الفتاك الفساد، ولنا فيمن سبقا دروس وعبر.
ما رأيكم بظاهرة الإرهاب ومغباتها الوخيمة.
هذا مما سبق الإشارة إليه، إنما على شكل أوسع أي عالمية الظلم والفساد أدت لوقوع أبسط قوانين الفيزياء وهو الضغط يولد الانفجار أو الضغط يولد قوة معاكسة له في الاتجاه ومساوية له في القوة.
لذلك على الأمم أن تسعة للعدل الذي حرمه على نفسه وجعل بين الخلق محرماً.
ختاماً ما هو رأيكم الشخصي بعد زيارتكم إلى كيرلا، وما الأثر الذي تركته مناظرها الجميلة فيكم؟
أكثر ما أسعدني أني رأيت أخوة مسلمين ملتزمون إن شاء الله بأحكام شرعه، طيبون، كرماء، بسطاء لم تفتك بهم تعقيدات الحياة فتفسد معيشتهم.
أدام الله عليكم الأنس والمحبة والسلام ورزقكم جمال النفوس كما رزقكم جمال الطبيعة.
ومما قلته في نفسي: إذا كان هذا الجمال في أرض الله، فكيف هو جمال الجنة إذن؟ رزقنا الله رؤية وجهه الكريم وصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم في جنان لا يعلم عن ماهيتها إلا هو سبحانه وتعالى.