التغيير المؤلم: حوار على قناة Haber Turk التركية حول ارتفاع سعر الدولار
لا تعتبر قناة Haber turk مؤيدة للحكومة وهي أقرب للحياد.. نقل يحيى بدر: تابعت حوارًا بين عدة متخصصين قبل قليل على قناة Haber turk، وما لفت انتباهي سؤال وجهته مديرة الحوار كالآتي:
هل يُعقل أن يدمر حزب العدالة شعبيته عندما يقوم بخفض الفائدة ويتسبب بارتفاع الدولار والغلاء؟
وكان الجواب:
طبعا ليس من المعقول.. ولا يمكن الادعاء أن الحكومة التركية تتصرف دون معرفة علمية دقيقة؛ فالمدة المتبقية للانتخابات أطول بكثير من مدة الفزع الحاصل حاليا بسبب ارتفاع الدولار.
وقال الخبير: إن أثر ارتفاع الدولار سيكون بين ٦- ٩ أشهر، وأضاف: إن قرار الحكومة يهدف إلى معالجة حقيقية للمشكلة وليس من نوع المسكنات التي تحتاج إلى مسكنات أخرى.
وقال: لقد لمسنا مباشرة آثار قرار خفض الفائدة؛ حيث ارتفع الطلب على المواد الخام، وازداد الطلب على التوظيف، وزاد الطلب على حجوزات الفنادق والقادمين للسياحة الشتوية، ونتوقع ارتفاع الصادرات عندما تصدر بيانات هذا الشهر. وهذا يعني زيادة في كمية الدولار الإنتاجي وليس دولار القروض.
كما أن ارتفاع الدولار نتج عنه زيادة الطلب على المنتجات المحلية التي كان المستورد المماثل ينافسها ما يزيد في القوة الشرائية وانخفاض تسرب الدولار الى الخارج، ورأينا انخفاض الطلب على تشغيل الأموال في البنوك بسبب انخفاض الفائدة. وستتصاعد هذه الحركة النشطة، وأتوقع مزيدًا من خفض الفائدة بعد عدة أشهر؛ أي بعد انتهاء الفزع.
وقال: إن أهم أسباب ارتفاع الدولار هي حالة الفزع وليس انخفاض الاحتياطي لأن احتياطي الدولار بالبنك المركزي هو في تصاعد. وقد ساهمت بعض أطراف المعارضة في تأجيج الفزع، علما أن القانون التركي يعاقب من ينشر أخبارًا كاذبة بهدف التأثير على أسعار العملة.
وأضاف ستنتهي موجة الخوف عندما تصدر بيانات النمو الشهرية، وسيكون أثرها معاكسا لكل هذه النقمة التي نراها اليوم.
إن اختيار الحل الفعال بدل المسكنات هو اختيار مؤلم لكنه صحيح، ولن تكون الإشاعات أقوى من البيانات والاحصائيات التي بدأنا نشاهدها من الآن.