إدارة الموارد البشريةمؤلفات الدكتور سامر قنطقجي

إلى متى سيبقى نزيف الأدمغة العربية عامة والسورية خاصة؟

ميركل وصفت اللاجئين السوريين بأنهم فرصة وهذا مصطلح استراتيجي من شخص استراتيجي؛ فاستقطبت ألمانيا مليون لاجئ ولم تنظر لدين أو جنسية أو لون ليكونوا خبراء وعلماء في ألمانيا. بينما ركزت تركيا على استقطاب الأغنياء ممن يشترون العقارات، وركزت دول كالأردن ولبنان ومصر والإمارات على شخصيات نافذة أو غنية، وشتان شتان في الرؤية والهدف.
وقد أدخلت الدول العربية عامة والمجاورة خاصة اللاجئين السوريين مكرهة وغير سعيدة بل إن بعض الحكومات وبعض شعوبها تفعل الرذائل لإعادتهم وطردهم.
هذا عن اللاجئين..
أما عمن خرج بشكل تعاقدي للعمل؛ فإنهم مبخسو الأجر ومنقصو الحقوق لأنهم سوريون.. وقد أمرنا الله تعالى بأن لا نبخس الناس أشياءهم، فكيف لمن بخس الناس – وكلمة الناس لكل الناس – كيف سيقابل الله تعالى وهو ظالم متحيز غير عادل؟ وكم كنت أرغب بشدة أن أذكر بلدانا عربية بالاسم لكني أحترم كثيرا من أهلها؛ فلذلك امتنعت.
وسوف أعبر عن هذا الموضوع بعيدا عن العواطف والظلم وما شابه.. فهذه رسالة وصلتني من أخ خبير في علم البيانات وهندستها وإدارتها وهو يعمل في دولة … وأعرف الكثير مثله في دول عديدة ممن أشرت لها، وقد جاءته فرصة عمل في شركة أدوية ألمانية عملاقة براتب ومنصب متناسبان ومثيلها من الألمان وغيرهم.
إن الفارق شاسع بين رجالات دولة استراتيجيون كـ (ميركل) ممن لهم الرؤية والحصافة وبلادها متطورة في كل شيء، وبين رجالات دولنا المتخلفة بكل شيء باستثناء (الاستهلاك)، والأمر ينسحب على كثير من مواطنين بلادنا العربية.
وإذا استمر الحال على هذا الشكل فسنذكر بعضنا بعد سنوات لا تتعدى العشر حيث سيصبح الفارق بيّن واضح للعيان.
نص الرسالة مقتضبا:
—————
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
اليوم تلقيت النسخة الأصلية من عقد عمل مع شركة … في ألمانيا وبدأت بإجراءات الفيزا لمنصب مدير علمي لفريق علم البيانات المختص بقطاع الرعاية الصحية الرقمية.
أنا أبلغكم ذلك لسعادتي… وأسأل الله (وأسألكم  الدعاء لي) بأن تتم الإجراءات  بكل سهولة حتى يتم السفر.
المرتب الذي خصص لي هو المرتب المناسب والعادل لهذا المنصب بغض النظر عن جواز سفري. وهذا أمر مؤلم. فقد عشت في البلاد العربية ١١ عامًا، وأكثر ما كان يحز في نفسي؛ أن أبناء جلدتنا ومن لهم لسان حالنا، وأحيانا من جنسيتنا يميزون العاملين في الرواتب حسب الجنسية دون الكفاءة. 
—————
خلاصة القول؛ إنها جاهلية يعيشها العرب، وقد عادت ثانية، هي جاهلية بثوب جديد.

Copyright 2023 Kantakji.com - Developed by Kantakji-tech