ما الصفات الأساسية لقادة الحكومات الرقمية؟
تعرف على الصفات الأساسية الخمس التي ستساعد رؤساء الكيانات الحكومية على قيادتها بنجاح في الحقبة الرقمية.
الصورة الأصلية: شاترستوك | تعديل: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية
نشرة خاصة من إيرنست ويونغ
تتطلب القيادة الفعالة في العصر الرقمي من القادة الحكوميين الاستعانة بعقلية جديدة أكثر تقبلاً وانفتاحاً على التطورات المحمومة في صناعة التكنولوجيا، واستكشاف الثقافات التنظيمية وثقافات الامتثال المستدامة للمستقبل ضمن نطاق سلطتهم. وعلى هذا، فإن تغيير العقلية -بما فيها الفلسفات والسلوكيات- سيكون من أصعب التحديات التي ستواجهها الحكومات في كافة أنحاء العالم عند تطبيق مقاربات الحكومة الرقمية.
من المهم إذن أن يسعى المسؤولون الحكوميون في السنوات المقبلة إلى تجسيد هذه الصفات الخمس لضمان التكامل المطرد للتكنولوجيات وأساليب العمل الجديدة والمبتكرة ضمن نماذج التشغيل.
ما هي الحكومة الإلكترونية؟
وفقاً للبنك الدولي فإن “مفهوم الحكومة الرقمية يمثل نقلة جذرية في الأسلوب الذي تتبعه الحكومات في كافة أنحاء العالم في تنفيذ مهماتها” وضمن هذا التعريف يأتي تحول الأهداف التنظيمية لتطبيق قوانين وتشريعات مبنية على الأدلة وتأسيس عملية حكومية ذات أساس شفاف ومصممة على وجه الخصوص لتمويل مستقبل مبتكر لكامل المجتمع.
1- العقلية التعاونية
وفقاً للأمم المتحدة، يجب على مسؤولي الحكومات في المستقبل أن يعتنقوا عقلية تعاونية تسمح لهم بتحديد المسائل ذات الاهتمام المشترك. كما يجب أن يسعوا بصورة فعالة إلى الحوار والتنسيق والشراكة والتواصل من أجل معالجة هذه المسائل بصورة ملائمة. مع التعاون، سيكون من الضروري للمسؤولين الحكوميين تجسيد المعرفة ومجموعة المهارات التي تسمح لهم بتطبيق مقاربة تكاملية لتسهيل إنشاء حكومة رقمية تشمل الهيكل الحكومي والمجتمع ككل.
2- ذهنية تعتمد على البيانات
سيكون تبني الذهنية التي تعتمد على البيانات أيضاً أمراً في غاية الأهمية؛ فسوف تسمح لمسؤولي الحكومات ببناء تطوير السياسات وإستراتيجيات اتخاذ القرار على أدلة مثبتة، وبيانات صحيحة، وأبحاث راسخة. بشكل موازٍ لهذا، يجب على قادة الحكومات أيضاً أن يتمتعوا بكفاءة في مجال البيانات، أي أن يكونوا قادرين على تحليل واستخدام البيانات والمعلومات من أجل حل المشاكل ومواجهة التحديات المستقبلية والمخاوف التي لم تظهر بعد.
3- رؤية رقمية ابتكارية
إن الاطلاع الجيد على المجال التكنولوجي وحمل رؤية رقمية مبتكرة للمستقبل سيسمح لمسؤولي الحكومات باستيعاب أساليب جديدة ومختلفة لاستخدام التكنولوجيا من أجل تحسين العمليات وتطوير حلول مبتكرة للحكومة والمجتمع على حد سواء. يتعين على العاملين في الحكومة الآن وفي المستقبل أن يكونوا مستعدين وقادرين على استخدام تكنولوجيات تتطور بتسارع أُسِّي. وهو ما سيسمح لهم بدوره بفهم كيفية مساهمة التكنولوجيات الحالية والمستقبلية في التحول نحو حكومة رقمية، مع تحديد المخاطر والحدود بشكل صحيح. هذه الرؤية والمعرفة الرقمية المبتكرة لنظام بيئي تكنولوجي سريع التغير تمثل عوامل هامة ومطلوبة لتصميم وتقديم الخدمات بشكل يركز في نهاية المطاف على المستخدم النهائي.
4- إستراتيجي رقمي
في نهاية المطاف، ستكون القدرة على رسم إستراتيجيات التقدم بشكل رقمي هي التي تميز القيادة الرقمية عن القيادة التقليدية. يعني هذا بشكل أساسي أن مسؤولي الحكومات والمؤسسات الحكومية يجب أن يدركوا -وبشكل جماعي- أن اعتناق التكنولوجيا أمر ضروري لتحقيق أهدافهم الإستراتيجية. وهو ما يعني أنهم يجب أن يكتسبوا القدرة على اتخاذ قرارات إستراتيجية وسريعة في وجه التطور المتواصل للعالم الرقمي. على هذا، سيكون رسم الإستراتيجيات أمراً صعباً بالنسبة لشخص واحد يقبع في قمة التراتب الهرمي. وهو ما يطرح سؤالاً هاماً حول حاجة النماذج الحكومية التقليدية إلى التحول على مستوى المنظمة لضمان تحقيق الأهداف الإستراتيجية.
5- ذهنية تركز على المستخدم
أخيراً، ولدفع برنامج التحول الحكومي الرقمي إلى الأمام، يجب على المؤسسات الحكومية أن تعمل على أساس التركيز على المستخدم؛ يعني هذا بشكل أساسي أن القادة يجب أن يضعوا التصاميم التي تركز على المستخدم في مركز حوارات تحول الخدمات، وذلك بالطلب من المستخدمين التعليق على خيارات الخدمات الحكومية وبناء طريقة تحول تستجيب لآراء المستخدمين بسرعة وبشكل متواصل. هذا التفاعل المتواصل ما بين رؤساء الحكومة والمواطنين سيشجع على ظهور حلول جديدة، وتطورات جديدة، وأشكال جديدة من النتائج المفيدة للجميع.
السؤال الكبير: هل القيادة الرقمية مجرد مفهوم نظري يصعب تطبيقه؟
لا شك في أن هذه الصفات القيادية الخمس هامة لإنجاح الحكومة الرقمية في المستقبل.
ولكنها أيضاً تثير تساؤلاً هاماً حول ما إذا كانت الحكومات ستسمح للقادة الشباب باستلام مناصب هامة في السلطة، أو ستسعى بدلاً من ذلك إلى إعادة تدريب وإعادة تأهيل الجيل القديم حتى يصبح أكثر استيعاباً للتكنولوجيا.
تظهر مع التطورات التكنولوجية تحديات لم يسبق للكثير من مسؤولي الحكومات أن رسموا إستراتيجيات لمواجهتها من قبل على الإطلاق. ومن المؤكد أن الحكومات ستحتاج إلى اتخاذ مبادرة تحويلية بأسرع وقت ممكن لتجنب مشاكل الأمن والتوافق مع التشريعات.
أفكار ختامية
كما رأينا، فإن القائد الناجح في العصر الرقمي يجب أن يكون منفتح التفكير، وقيادياً في هذه الصناعة، ويتمتع بالقدرة على الحفاظ على الاتصال في نظام بيئي دائم التغير.
إن القيادة في العصر الرقمي تعني التسلح بصفات كانت تُعد من قبل أقل أهمية من الآن بالنسبة للمناصب القيادية، وأقل أهمية أيضاً مما ستكون عليه في المستقبل.